شراكة تجارية تتوسع بين تونس وإيطاليا

الأربعاء
06.08.2025
إيطاليا ثاني أهم شريك تجاري لتونس في 2025
 

سجّلت المبادلات التجارية بين تونس وإيطاليا خلال النصف الأول من عام 2025 تطوراً ملحوظاً، إذ بلغ إجمالي حجم المبادلات 10.452 مليار دينار تونسي، مع فائض تجاري لصالح تونس بقيمة تفوق 700 مليون دينار، حيث بلغت الصادرات نحو إيطاليا 5.575 مليار دينار، بينما بلغت الواردات 4.876 مليار دينار، وفقاً لتصريحات أنيس باسطي، مدير مكتب مركز النهوض بالصادرات في ميلانو.

بوابة تونسية جديدة نحو السوق الإيطالية

يمثل نظام الفرنشايز (الامتياز التجاري) أحد أبرز محاور النمو التي تسعى تونس لتعزيزها مع إيطاليا. فوفقًا لمسؤولين في "دار المصدر" ومكتب مركز النهوض بالصادرات في ميلانو، هناك اهتمام متزايد من العلامات التجارية التونسية بالدخول إلى السوق الإيطالية من خلال نموذج الفرنشايز، وخاصة في القطاعات التالية:

  • الأزياء والماركات التونسية في الملابس والمصنوعات الجلدية.
  • مطاعم المطبخ التونسي الأصيل والوجبات المتوسطية السريعة.
  • منتجات العناية بالبشرة والصحة القائمة على الزيوت الطبيعية.
  • المفروشات والأثاث المصمم بتقنيات تونسية.

بدأت ترى العلامات التجارية التونسية الصغيرة والمتوسطة في الفرنشايز منصة واعدة للتوسع الدولي، مستفيدة من روابط لوجستية قوية واتفاقيات تجارية تسهّل الدخول إلى السوق الإيطالية ذات القوة الشرائية المرتفعة.

صادرات تونس إلى إيطاليا

تمثل الصناعات الميكانيكية والكهربائية النسبة الأكبر من صادرات تونس إلى إيطاليا (حوالي 36.5٪)، تشمل:

  • الأجهزة الطبية.
  • كوابل السيارات الكهربائية.
  • العدادات والمكونات الكهربائية الصناعية.

في المرتبة الثانية تأتي صادرات النسيج والمنسوجات بنسبة 21.2٪، ثم مجموعة من الصناعات الأخرى تشمل البلاستيك، المواد الكيميائية غير العضوية، الزجاج، السيراميك، والأثاث.

أما الجلود والأحذية فتشكّل 11.3٪ من الصادرات، ويُلاحظ ازدياد الطلب عليها نظراً للجودة والسعر التنافسي.

من جهة أخرى، تستمر الصناعات الغذائية التونسية في شق طريقها نحو رفوف المتاجر الإيطالية، وتحديداً:

  • زيت الزيتون البكر الممتاز.
  • التمور التونسية.
  • الطماطم المجففة.
  • الأسماك والمحار.
  • الخضروات الطازجة.

واردات تونس من إيطاليا

تتكون واردات تونس من إيطاليا أساساً من مدخلات صناعية وزراعية أساسية، تشمل:

  • آلات زراعية.
  • جلود مصنعة.
  • منتجات بترولية.
  • تجهيزات صناعية دقيقة.
  • أقمشة خام لصناعة النسيج.

ما يؤكد أن التبادل لا يقوم على منتجات استهلاكية فقط، بل يعزز الإنتاج المحلي التونسي ويرفع من قدراته التنافسية.

شراكة اقتصادية استراتيجية بين تونس وإيطاليا

تطورت العلاقة بين تونس وإيطاليا خلال السنوات الأخيرة إلى مستوى شراكة استراتيجية، خاصة بعد جائحة كوفيد-19، ومع إعادة تموضع السياسة الاقتصادية الإيطالية نحو شريك "أورومتوسطي" بدلاً من الاعتماد المفرط على الموردين الآسيويين فقط.

وفق تصريحات أنيس باسطي، فإن إيطاليا تولي أهمية بالغة لتونس كمنصة عبور نحو الأسواق الأفريقية، وتراهن على دعم مشاريع ريادية في:

  • الطاقات المتجددة
  • المؤسسات الناشئة
  • الذكاء الاصطناعي
  • التحول الزراعي الذكي

آفاق الفرنشايز بين تونس وإيطاليا

يشكّل الفرنشايز مجالاً واعداً لتعزيز التواجد التونسي في إيطاليا، لا سيما مع الاهتمام الإيطالي المتزايد بالثقافة المتوسطية والمنتجات المستدامة. ومن أبرز المقترحات القابلة للتنفيذ:

  • إنشاء منصة رقمية مشتركة لعرض مفاهيم الفرنشايز التونسية الجاهزة للانتشار في السوق الأوروبية.
  • تنظيم اجتماعات فرنشايز مشتركة في ميلانو وتونس لتبادل التجارب وتسهيل مطابقة الشركاء.
  • تقديم حوافز للتوسع الدولي للمؤسسات التونسية عبر الشراكة مع التمويلات الأوروبية الموجهة لريادة الأعمال.

وأخيراً يمكن القول: إن الميزان التجاري الإيجابي بين تونس وإيطاليا يعكس قوة البنية الاقتصادية التونسية وقدرتها على التوسع. ومع التركيز المستقبلي على الفرنشايز، والصناعات الموجهة للتصدير، والشراكات التقنية، تبدو تونس مهيأة لأن تتحول من مجرد مصدر تقليدي إلى شريك استثماري فاعل في السوق الإيطالية.

 


الأكثر شيوعاً في المنتدى